كتاب أزمة الحضارة الغربية والبديل الإسلامي

الحضارة اليوم في أزمة. والغربيون أنفسهم يعترفون بذلك ومن ثم فإنه ليس غريبا أن نلاحظ تصاعد موجة طرح التساؤلات عن مبررات وجود الحضارة الغربية ومدى صلاحيتها للاستمرار في قيادة البشرية. إن الإنسان المعاصر الذي نشأ في أحضان الحضارة الغربية – كما يقزل (رينيه روبو ) – هو إنسان (قلق حتى ولو كان في زمن السلم وفي جو البحبوحة الاقتصادية، لأن عالم التكنولوجيا الذي يشكل محيطه المباشر، والذي فضله عن عالم الطبيعة الذي تطور الانسان فيه أصلا، فشل في توفير حاجات الانسان الأساسية التي لم تتغير ولم تتبدل !) ولعل الكلمة الناقدة التي قالها رئيس بلدية مدينة (كليفلاند) الأمريكية متهكما : (‘ذا لم نكن واعين، فسيذكرنا التاريخ على أساس أننا الجيل الذي رفع أنسانا إلى القمر، بينما هو غائص إلى ركبتيه في الأوحال والقاذورات) ، لعل هذه الكلمة تعبر بوضوح عن أزمة الحضارة المعاصرة المتمثلة في تضخم التراكمات المادية والعلمية من جانب وتدهور الدوافع والضوابط الإنسانية من جانب آخر. وهذه الدراسة المتواضعة تحاول استعراض بعض القيم الأساسية للحضارة الغربية في مجاليها النظري والتطبيقي – متمثلا في المجتمع الأمريكي – واستكناه خطورتها في تصعيد أزمة الحضارة الغربية ثم الوصول إلى نظرة سريعة مركزة عن الملامح الرئيسية للبديل الإسلامي في المجال الحضاري.
عبد القادر طاش - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أزمة الحضارة الغربية والبديل الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ كتاب المختار ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.